من الأسئلة التي تراودنا دائماً بخصوص الإرضاع الطبيعي: "هل من الآمن شرب الكحول أثناء الإرضاع الطبيعي؟" للإجابة عن هذا السؤال، من الضروري، أولاً وقبل كل شيء، الإشارة إلى أن كل ما يدخل جسمك أثناء الإرضاع الطبيعي قد يؤثر عليه. ونعم، هذا يشمل المشروبات الكحولية.

على الرغم من هذا الواقع، يعتقد بعض الخبراء أنه ما يزال بالإمكان تناول المشروبات الكحولية باعتدال أثناء الإرضاع الطبيعي؛ ما عليكِ سوى منح الكحول الوقت الكافي لمغادرة حليبك. أظهرت البحوث أن مستوى الكحول في حليب الثدي مشابه له في مجرى دم الأم. هذا يعني أن مستوى الكحول سيكون في أوجه مباشرةً بعد الشرب وقد يلزم وحدة واحدة من المشروبات الكحولية ساعتين أو ثلاثة لمغادرة حليب الأم.

تقول الدكتورة ويندي جونز، وهي صيدلية ومن داعمي الإرضاع الطبيعي المسجلين لدى شبكة الإرضاع الطبيعي في المملكة المتحدة، أنه من الآمن أن تتناول النساء المُرضِعات المشروبات الكحولية "ضمن حدود المنطق"؛ وهو موقف تدعمه مؤسسة La Leche League. وتكمل ويندي قائلةً: "من المقبول تناول كأس من النبيذ من وقتٍ إلى آخر، ولكن الإفراط أو الشرب بانتظام ما يزيد عن الخطوط التوجيهية التي تحدد الجرعة اليومية بكأسين أو ثلاثة مُضرٌ بالأم والطفل على حدٍ سواء. من المستحسن عدم الشرب كل يوم وإنما ترك المشروبات الكحولية للمناسبات الاجتماعية". وتضيف ويندي: "ما يزال حليب ثدي الأم التي تتناول كأس نبيذ من وقت إلى آخر أو ربع لتر تقريباً (وهو ما يضاهي وحدة أو اثنتين من الكحول) يتفوّق على الحليب الصناعي، والذي لا يحتوي على كل الخصائص المناعية وغيرها من الخصائص التي نعرف أن حليب الثدي يمتاز بها".

يختار العديد من الخبراء عدم اعتماد وجهات نظر متهاونة، والإصرار على أن الامتناع أمر أساسي وأن قبول الشرب باعتدال يُرسل إشارات خاطئة. على سبيل المثال، تعتقد جانيت فايل، من معهد القابلات الملكي، أن "استهلاك المشروبات الكحولية التراكمي قد يضرّ بالأم والطفل". 

كما أظهرت الدراسات أنه من المحتمل أن يؤدي وجود الكحول في حليب الأم إلى اضطراب الطفل، وتقطّع نومه وحتى أنه قد يؤدي إلى رفض الطفل الرضاعة تماماً. حتى إذا كان الطفل يرضع، فمن المحتمل أن يحتاج إلى الإرضاع مرات أكثر لأنه غالباً ما ثبُت تناول الأطفال كمية أقل من الحليب في الجلسة في وجود الكحول في الحليب.

لمزيدٍ من المعلومات عن الإرضاع الطبيعي والكحول، اتصلي بطبيبك.